واقع اللغة السريانية عنوان لندوة حوارية في قامشلو

نظم مركز الدراسات السريانية ومؤسسة اولف تاو للغة السريانية، بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم ندوة تحت عنوان "اللغة السريانية..هويتي"، ناقش فيها واقع اللغة السريانية والصعوبات والتحديات التي تواجهها في المنطقة، وذلك في صالة كنيسة السريان الكاثوليك.

وحضرها حشد من المكون السرياني وممثلون عن الأحزاب السياسية السريانية، وممثلون عن هيئات الثقافة والتربية والمرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية، فيما أديرت من قبل، عضو المركز كينو كبرائيل، وشارك فيها بشير سعدي نائب رئيس المنظمة الآثورية، و جورج افرام من مركز بيت كانو.

استهل كينو الندوة بسرد مفصل للواقع الحالي للغة السريانية، مشيراً حسب الدراسات، أن نسبة السريان غير الناطقين باللغة السريانية تبلغ 60-80 %، مؤكداً وجود عدة عوامل مسببة لذلك، منها تاريخية كمجازر العثمايين بحق السريان واعتماد الكنائس اللغة العربية كلغة لطقوسها، وعدم الاعتراف من قبل السطات المتعاقبة على سوريا بحقوق المكون السرياني وحرمانهم تعليم اللغة السريانية بشكل كاف، وحالة التهجير والمجازر الذي أدت إلى التشتت مما أدى إلى انعدام الثقة بالثقافة واللغة السريانية.

كما تم عرض فيديوهات مرسلة من قبل النخبة الثقافية السريانية من المهجر تحدثت في مجملها عن واقع اللغة.

فيما أكد سعدي أن اللغة السريانية في الوقت الراهن تواجه خطر الانصهار والغزو اللغوي والثقافي عليها، ويتفق مع كينو في العوامل المسببة لذلك، وقال: "الدساتير المتعاقبة على سوريا لم تكن تعددية وأنكرت وجود السريان إلى جانب القوميات الأخرى كالكرد والتركمان والشركس."

من جانبه، تحدث جورج افرام من مركز بيت كانو (وهو مركز تأسس عام 2017 ويستخدم التقنيات ومواقع الانترنيت والمنشورات باللغة السريانية تخص الأطفال)، عن دور المؤسسات المدنية والمجتمعية في حماية اللغة والحفاظ عليها وتطويرها، مضيفاً "يطلب من الجميع حسب إمكانياتهم العمل على هذا الهدف."

ووصف نائب رئيس المنظمة الآثورية العقد الاجتماعي لإقليم شمال وشرق سوريا بالإنجاز المهم، مؤكداً: "بنوده تضمن الحقوق الثقافية للسريان وجميع المكونات، وهو الأمل بأنه من الممكن بناء سوريا تعددية ديمقراطية تعترف بحقوق القوميات."

وقدم بعض المقترحات منها: تقوية الإرادة السياسية المطالبة بحقوق الشعب السرياني والتي تؤكدها القوانيين والمواثيق الدولية.

توحيد طقوس الكنائس باللغة السريانية ومقاومة نهج التعريب فيها.

تشجييع المبادرات الثقافية والإعلامية لنشر وحماية اللغة السريانية.

محاربة الغزو الثقافي واللغوي من خلال بناء مؤسسة مختصة باللغة السريانية.

أهمية نشر وعي الاعتزاز والفخر باللغة السريانية لدى الشعب وتعزيز دور المرأة السريانية في ذلك.

واختتمت الندوة بفتح باب المداخلات، حيث قال سنحاريب ملكي الرئيس المشترك لحزب الاتحاد السرياني إن الواقع اللغوي للسريان هو ما بين الوجود واللاوجود، لذلك يتطلب منا عمل وخطط شاملة في مواجهة ذلك، ومنها العمل السياسي في تثبيت حقوق السريان في سوريا.